صور من حياة الصحابه

أبو هريرة الدُوسيّ ..رضي الله عنه
( حفظ أبو هريرة لأمة الإسلام مايزيد على ألف وستمائة من أحاديث رسول الله )

مما لاشك فيه أن كل منا يعرف هذا النجم المتألق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
لقد كان الناس يدعونه في الجاهلية (( عبد شمس )) فلما أكرمه الله بالإسلام وشرّفه بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم قال له : مااسمك ؟
فقال : عبد شمس
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : بل عبدالرحمن .
أما تكنيته بأبو هريرة فسببها أنه كانت له في طفولته هرة صغيرة يلعب بها فجعل لداته ( المماثلون له في السن ) ينادونه : أبا هريرة
*******************************
أسلم أبو هريرة على يد الطُفيل بن عمرو الدوسي وظل في أرض قومه دوس إلى مابعد الهجرة بست سنين ..

قد انقطع الفتى الدوسي لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته فاتخذ المسجد مقاماً والنبي معلماً وإماماً إذ لم يكن له في حياة النبي زوج ولا ولد وإنما كانت له أم ُ عجوز أصرت على الشرك فكان لا يفتأ يدعوها إلى الإسلام إشفاقاً عليها وبراً بها فتنفر منه وتصده .
وفي ذات يوم دعاها إلى الإيمان بالله ورسوله فقالت في النبي عليه الصلاة والسلام قولاً أحزنه وأوجعه.
فمضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي .
فقال له رسول الله : مايبكيك ياأبا هريرة ؟!
فقال : إني كنت لاأفتر عن دعوة أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ .
وقد دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره .
فادع الله أن يميل قلب أم ّ أباهريرة للإسلام .
فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم .
قال أبو هريرة : فمضيت إلى البيت فإذا الباب قد رُدّ ،وسمعت خضخضة الماء فلما هممت بالدخول قالت أمي : مكانك ياأبا هريرة .....
ثم لبست ثوبها وقالت : أُدخل فدخلت فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ......
فعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن وقلت :
أيشر يارسول الله .. فقد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة للإسلام ...
*******************************************
وقد جمع أبو هريرة إلى وفرة علمه وسماحة نفسه التقى والورع فكان يصوم النهار ويقوم ثلث الليل ثم يوقظ زوجته قتقوم ثلثه الثاني ثم توقظ هذه ابنتها قتقوم ثلثه الآخير .....
فكانت العبادة لاتنقطع في بيته طـــــوال الليل ..
*******************************************
وقد ظل أبو هريرة ماامتدت به الحياة باراً بوالدته ، فكان كلما أراد الخروج من البيت وقف على باب حجرتها وقال :
السلام عليك ياأُمّتاه ورحة الله وبركاته .
فتقول :
وعليك السلام يابنيّ ورحمة الله وبركاته .
فيقول :
رحمك الله كما ربيتني صغيراً .
فتقول :
ورحمك الله كما بررتني كبيراً .
ثم إذا عاد إلى بيته فعل مثل ذلك ..
***********************************************
وقد كان أبو هريرة يحرص أشد الحرص على دعوة الناس إلى البر بأبائهم وصلة أرحامهم .
فقد رأى ذات يوم رجلين أحدهما أسن من الآخر يمشيان معاً فقال لأصغرهما :
مايكون هذا الرجل منك ؟؟
قال : أبي
فقال له :
لا تسمه بإسمه ....
ولا تمش أمامه ........
ولا تجلس قبله ...............
*******************************************
ولما مرض أبو هريرة مرض الموت بكى ........
فقيل له : مايبكيك ياأبا هريرة ؟!
فقال : أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ...
ولكنني أبكي لبعد السفر وقلة الزاد ...
لقد وقفت في نهاية طريق يفضي بي إلى الجنة أو النار ...........
ولا أدري ... في أيهما أكون !!!
وقد عاد مروان بن الحكم فقال له : شفاك الله ياأبا هريرة .
فقال :
اللهم إني أحب لقائك فأحب لقائي وعجل لي فيه .....
فما كان يغادر مروان داره حتى فارق الحياة .....

رحم الله أبا هريرة رحمة واسعة فقد حفظ للمسلمين مايزيد على ألف وستمائة وتسعة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وجزاه عن الإسلام المسلمين خيراً ..
*********************************

جزاكي الله الف خير ويعطيج الف عافية
وتقبلي مروري